كيف غرق فرعون: رحيل ملك الغرور في مياه الندم
فرعون موسى
في القصة الإسلامية، “فرعون” هو لقب يطلق على ملك مصر الذي عاش في زمن نبي الله موسى (عليه السلام). يُذكر فرعون في القرآن الكريم بصفته المعاند لرسالة موسى والمعترض على دعوته لإخراج بني إسرائيل من العبودية والظلم. قصة فرعون وموسى تُعتبر واحدة من أبرز القصص المذكورة في القرآن الكريم وتحمل في طياتها العديد من الدروس والمعاني.
في القصة، يتم تصوير فرعون كملك متسلط ومتكبر يدعي أنه إلهٌ على الأرض، ويظلم بني إسرائيل بشكل شديد. وكان موسى (عليه السلام) نبي الله الذي أُمِرَ بمواجهة فرعون وتحرير بني إسرائيل من ظلمه وعبوديته.
تدور الأحداث حول معجزات وآيات قدمها موسى لدحر سيطرة فرعون، مثل تحول العصا إلى حية والأمراض العجيبة التي أُرسِلَت لمعاقبة مصر. وبعد سلسلة من المفاوضات والتحديات بين موسى وفرعون، رفض فرعون ترك بني إسرائيل يمضون وهم أمامه.
كيف غرق فرعون
عند الحديث عن كيفية وفاة فرعون والأحداث المحيطة بها، نجد أن هذا الموضوع يتعلق بالأحداث التي وردت في القرآن الكريم، وهي قصة مشهورة ومألوفة لدى الكثير من الناس. تجمع هذه القصة بين الجانب التاريخي والديني، وهي تحمل في طياتها عدة معان ودروس قيمة. سنقوم بتوضيح تفاصيل هذه القصة بشكل مفصل.
في الأصل، كان فرعون هو حاكم مصر القديمة، وهو اللقب الذي كان يُطلق على ملوك مصر. وفي القرآن الكريم، ذُكر فرعون في العديد من الآيات كمنكر للدعوة التي جاء بها نبي الله موسى (عليه السلام) لإخراج بني إسرائيل من العبودية والظلم الذي كانوا يعيشونه.
بعد مجموعة من الأحداث والمعجزات التي قدمها موسى لدحر سيطرة فرعون، تضمنت مطالبات بإطلاق سراح بني إسرائيل والسماح لهم بمغادرة مصر. وبعد أن رفض فرعون هذه المطالب، حل الله سبحانه وتعالى بعقوبة شديدة له ولجنوده.
وصلت الأمور إلى لحظة حاسمة عندما هرب بنو إسرائيل من مصر، وقرر فرعون مطاردتهم عبر البحر الأحمر. وهنا بدأت الأحداث التي أدت إلى وفاته.
بينما كان فرعون وجنوده يتبعون بني إسرائيل عبر البحر الأحمر، شددت العناصر الطبيعية على عقوبتهم. توجهت المياه إلى الجانبين، وأعطت ممرًا لبني إسرائيل ليعبروا بأمان. ولكن عندما حاول فرعون وجنوده الدخول إلى الممر ذاته، عادت المياه إلى مواضعها وانجرفوا.
في هذه اللحظة، أدرك فرعون بأنه قد فقد السيطرة وأن الله قد حكم بإنقاذ بني إسرائيل وهلاكه وجنوده. وقد تمثلت هذه اللحظة في توبيخه لجنوده واعترافه بسيادة الله، ولكنها كانت لحظة تأخيرية فقط. فبعد ذلك، انهمرت المياه عليه وعلى جنوده، ولم يبقَ لهم مجالًا للنجاة.
هكذا، انتهت حياة فرعون بموته غرقًا في البحر الأحمر، وهذه القصة أصبحت رمزًا للتوبة المتأخرة والعناد البشري أمام قوة الله. تُعَد هذه القصة درسًا قيمًا في التواضع والتفكير قبل فوات الأوان، وأن قوة الله تتجاوز قوى البشر.
قصة غرق فرعون في القران الكريم
“فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ *” (سورة الشعراء، 26: 63-67)
في هذه الآيات، يخبر الله عن كيفية إنقاذ موسى وبني إسرائيل من فرعون وجنوده عندما حاولوا مطاردتهم عبر البحر الأحمر. تلقى موسى وحيًا من الله بأنه يجب عليه أن يضرب البحر بعصاه، وعندما فعل ذلك، انفلق البحر وانشقت المياه ليكون ممرًا جافًا في وسط البحر. هذا الحدث سمح لموسى وبني إسرائيل بعبور البحر الأحمر، وبمجرد أن اجتازوه، انغمر فرعون وجنوده في المياه ولقوا مصيرهم بالغرق.
ماذا قال فرعون عندما غرق
وفقًا للقرآن الكريم، عندما رأى فرعون اصحابه وجنوده يغرقون اذرك أنه هو الأخر هالك لا محال فقال :
“آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ” يونس (90).
هذا التصريح يُظهر توبة فرعون في اللحظات الأخيرة قبل أن يُغرق هو وجيشه. ومع ذلك، الله رد توبته وأمر بالغرق. تُظهر هذه اللحظة في القرآن الكريم لتسليط الضوء على عظمة الله وحكمته وقوته، ولتقديم درس للبشر بأهمية الإيمان والتوبة قبل حلول العقوبة.